لفت رئيس حزب القوات سمير جعجع إلى أن "جميع طوائف لبنان عملت من أجل الوطن وقاومت كل واحدة منها على طريقتها كذلك الطائفة الكاثوليكيّة التي قاومت والبعض لا يعرفون ذلك، فهي قاومت في بعض الأحيان بالقوّة القهريّة للضرورة إلا أنها أكثر من قاوم بالإقتصاد وأكثر من عمل من أجل بناء اقتصاد لبنان وقسم كبير من حضارته وفكره وثقافته لذلك يجب أن نحمي جميعاً بعضنا بعضاً ليبقى لبنان هو ذاته لبنان الذي نعرفه".
وفي لقاء حاشد في دار المطرانيّة في مونتريال مع جمعيات أبناء زحلة وغيرها من القرى اللبنانيّة بدعوة من مطران الروم الملكيين الكاثوليك في كندا ابراهيم ابراهيم، أكد انه "بين الحين والآخر تظهر بعض المجموعات الأقليّة وتقوم باضطهاد المسيحيين كمسيحيين إلا أن الأكثريّة في منطقتنا ليست كذلك، وإنما هي معتدلة وتحب العيش المشترك وبطبيعة الحال تحب العمل لصالحها أيضاً وإذا ما حصل أي نقص فنحن السبب لأن النقص يأتي منّا، فنحن إن لم نعمل ونجتهد ونكدّ ونجدّ فبطبيعة الحال لن يكون لنا مستقبل أما إذا ما عملنا بجهد وكنا كما يجب أن نكون فتأكدوا تماماً أن لا أحداً يريد منا شيئاً وإن افترضنا أن هناك من يريد في هذه الحالة لن يستطيع أخذه منا مثلما حصل في مرّات عدة من تاريخنا، ونحن الذين تعرّضنا لحملات من إمبراطوريات كبيرة وممالك عديدة حاولت أن تحتل لبنان والبعض منها احتلّه لفترات طويلة إلا أنه في نهاية المطاف كما أتت هذه الممالك والإمبراطوريات فقد رحلت وهكذا إن كان هناك من تسوّله نفسه على احتلال لبنان فسيرحل حتماً وسنبقى نحن ويبقى لبنان".
ووجّه جعجع تحيّة كبيرة جداً لزحلة "عصب الكثلكة في لبنان، زحلة المناضلة التي دائماً ما كانت عبر التاريخ على خطوط التماس، الله أراد ذلك كما الجغرافيا وهذا ليس بالمعنى السلبي وإنما بالمعنى الإجابي فبسبب واقعها هذا أهلها دائماً أبطال، ورجال الرجال، مقدامون والأهم من كل هذه الصفات دائماً ما يكون أهل زحلة يتمتعون بوعي كبير جداً، هذا إن لا ننسى أنه من المؤكّد أن هناك مناطق عدّة في لبنان يسكنها الكاثوليك إلا أنني ذهبت مباشرةً إلى عاصمة الكثلكة في هذا الشرق وعاصمتنا جميعاً زحلة".
وكان قد استُهل اللقاء بكلمة للمطران ابراهيم الذي شدد على ان "مسلسل اقتلاع المسيحيين من الشرق أوصلنا إلى هذا البلد المضياف كندا ونحن بفخر نحمل هوية الشرق والغرب معاً. هذا المسلسل قد عكس مساره على ما يبدو، فبعد أن كان يستهدف مسيحيي لبنان ليصل إلى باقي المسيحيين في الشرق يبدو اليوم منطلقاً من مسيحيي الشرق لينتهي مع مسيحيي لبنان"، معتبراً أننا "أمام تحديين كبيرين على صعيد المسيحيين المشرقيين: الأول هو الحفاظ على ما تبقى من مسيحيي الشرق، والثاني هو عدم ضياع وذوبان المسيحيين المشرقيين في الغرب وسائر بلدان الإنتشار الذي نعمل من أجله ليل نهار".
وأضاف "لا نريد أن نتحوّل إلى حراس أراضي مقدّسة كما هي الحال في الأراضي المقدّسة وفي أرض المسيح. وحدة المسيحيين هي خلاصهم الوحيد فأهلاً وسهلاً بكم مجدّداً في بيتكم وبين أهلكم".